أخبار
مساعدات سخية لتايوان.. لماذا تصر واشنطن على الدعم؟
أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون ينص على منح مساعدات عسكرية ومبيعات أسلحة لتايوان بقيمة 10 مليارات دولار، في خطوة اعتبرها محللون محاولة من واشنطن لامتلاك الجزيرة أسلحة كافية للدفاع عن نفسها حتى وصول المساعدة حال حصار أو هجوم صيني”.
وعارضت الخارجية الصينية المساعدات بشدة، مؤكدة أنها ترفض بشكل قاطع إدخال الولايات المتحدة “المحتوى السلبي” بالنسبة للصين في ميزانية الدفاع الوطني، داعية واشنطن إلى التوقف عن استخدام مسألة تايوان ومحاولة ردع الصين من خلال هذه المسألة، وإلى قطع العلاقات العسكرية مع إدارة جزيرة تايوان.
وتؤكد الصين دائماً أن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي جزء لا يتجزأ من أراضيها وأنه يجب ضمها بالقوة إذا لزم الأمر، وانقسم الجانبان بعد حرب أهلية عام 1949 وليست لهما علاقات رسمية، إذ قطعت بكين حتى الاتصالات غير الرسمية بعد انتخاب الرئيسة التايوانية ذات الميول الاستقلالية، تساي إنغ ون، عام 2016.
ميزانية ضخمة ودعم لتايوان
وافق مجلس النواب الأميركي، الخميس، على مشروع ميزانية الدفاع الأميركية لعام 2023 بقيمة 858 مليار دولار ، بزيادة وصلت إلى 45 مليار دولار.
تنص هذه الوثيقة على أن البنتاغون سيواصل تعاونه الدفاعي مع تايوان ويدعو الجزيرة للمشاركة في مناورات “RIMPAC” العسكرية التي ستعقد في المحيط الهادئ في عام 2024.
ينوي المشرعون الأميركيون تخصيص ما يصل إلى 10 مليارات دولار خلال السنوات الخمس القادمة لتمويل بيع الأسلحة والمعدات العسكرية للجزيرة والتدريب العسكري والمساعدات الأمنية الأخرى.
تم التوصل إلى هذا النص بعد مفاوضات طويلة، وكانت نسخة سابقة تنص على منح الجزيرة وضع “حليف كبير خارج حلف شمال الأطلسي”.
يشير مشروع القانون إلى تقارب كبير بين الولايات المتحدة وتايوان، في وقت تراجعت العلاقات بين واشنطن وبكين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
توترات تتصاعد
تفاقمت حدة الخطاب الحاد والخطير بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان بشكل جدي، منذ أن زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، الجزيرة في أغسطس الماضي.
وفي أكتوبر الماضي، وافق الحزب الشيوعي الصيني، خلال مؤتمر الحزب، على إدراج معارضته لاستقلال جزيرة تايوان، التي تؤكد بكين سيادتها عليها في ميثاقه.
في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني، وإن بكين لن تتخلى عن حق استخدام القوة، مؤكدا أن بلاده ستسرع في بناء جيش على مستوى عالمي وتعزز قدرتها على بناء قدرة ردع استراتيجية.
لماذا تصر أميركا على دعم تايوان؟
المحلل السياسي الأميركي أندرو بويفيلد يقول
الإدارة الأميركية تكثف جهودها لتجهيز مخزون ضخم من الأسلحة في تايوان إثر التوترات الأخيرة من قبل الصين عقب زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
التدريبات العسكرية الصينية أظهرت أن بكين ربما ستحاصر الجزيرة على الأرجح كمقدمة لأي هجوم محتمل وسيتعين على تايوان الصمود من تلقاء نفسها حتى تتدخل أميركا أو حلفائها.
لن يكون الغرب قادرا على إعادة إمداد تايوان بنفس
السهولة التي تتمتع بها كييف جراء عدم وجود طرق برية من الدول المجاورة.
الهدف الآن الذي تركز عليه واشنطن هو ضمان امتلاك تايوان أسلحة كافية للدفاع عن نفسها حتى وصول المساعدة.
أوكرانيا استحوذت خلال الفترة الماضية على النصيب الأكبر من الجهود العسكرية الغربية، حيث أعطت أميركا وحلفاؤها الأولوية لإرسال الأسلحة إلى كييف وبات هناك نقص في مخزونات تلك الدول، لذا زادت الولايات المتحدة من ميزانيتها لتايوان.
سيكون التركيز على الأسلحة الأصغر والأكثر قدرة على الحركة؛ مثل الصواريخ وبعض الأسلحة الثقيلة الاستراتيجية.
تمرير هذا القانون سيؤدي إلى تصعيد التوترات بين أميركا والصين، في خضم أشهر من التوترات التي حاول بايدن امتصاصها عبر التواصل المباشر هاتفيا أو وجها لوجه في القمة التي عقدت مع نظيره الصيني، على هامش اجتماعات قمة العشرين في إندونيسيا.
في حال نجحت الصين في غزو تايوان والسيطرة عليها، ستكون بكين أكثر حرية في استعراض قوتها العسكرية في منطقة غرب المحيط الهادئ، وهو ما ترى واشنطن أنه يمثل تهديدا لقواعدها العسكرية في أماكن بعيدة مثل هاواي وغوام.
سيطرة الصين على تايوان يهدد أيضا التواجد العسكري الأميركي في بحر الصين الجنوبي، فضلا عن كونها أحد أهم الدول في المجال التكنولوجي خاصة في ظل أزمة الرقائق الحالية.
المصدر : سكاي نيوز عربية