أخبار
بوتين إلى الصين الخميس لتعزيز «التعاون الاستراتيجي» وتنسيق المواقف على الساحة الدولية
أعلن الكرملين، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الصين يومي الخميس والجمعة، في أول زيارة خارجية له منذ تسلمه رسمياً، مهام ولايته الرئاسية الجديدة. وشدد الديوان الرئاسي على الأهمية التي توليها موسكو لهذه الزيارة وهي الثانية من نوعها لبوتين خلال الأشهر الستة الأخيرة. ومع توقع توقيع إعلان سياسي مشترك، أكد الطرفان الروسي والصيني على أولوية تعزيز «التعاون الاستراتيجي» في كل المجالات وتنسيق السياسات على الصعيدين الإقليمي والدولي. وجاء الإعلان عن أجندة الزيارة متزامناً في موسكو وبكين.
وأفاد الكرملين في بيان بأن بوتين سوف يبحث مع نظيره الصيني شي جينبينغ «بالتفصيل مجموعة واسعة من قضايا الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي وسيحدد الطرفان المجالات الرئيسية التي تستلزم مزيدا من تطوير التعاون العملي الروسي الصيني، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بالتفصيل حول القضايا الدولية والإقليمية الأكثر إلحاحاً».
وزاد البيان أنه «نتيجة للمفاوضات، من المقرر توقيع بيان مشترك لرئيسي البلدين وعدد من الوثائق الثنائية».
️ويشارك بوتين وشي جينبينغ خلال الزيارة في أمسية احتفالية بمناسبة الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية وافتتاح أعوام الثقافة بين روسيا والصين. ️سيلتقي الرئيس أيضاً رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية لي تشيانغ، وسوف يناقشان التعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية والإنسانية.
️بالإضافة إلى ذلك، سيزور بوتين مدينة هاربين، حيث سيشارك في حفل افتتاح معرض «إكسبو الروسي – الصيني» الثامن والمنتدى الروسي – الصيني الرابع للتعاون الإقليمي.
وركزت الخدمة الصحافية للكرملين على أن بين أولويات الزيارة «تحديد الاتجاهات لمزيد من تطوير التعاون ووضع تصورات مشتركة حيال المشكلات الأكثر إلحاحاً».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته في اجتماع مجلس الفيدرالية (الشيوخ)، الثلاثاء، إن موسكو وبكين تلعبان دوراً متوازناً في الشؤون العالمية، ورأى أن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصين سوف «تعزز العمل المشترك على مختلف الصعد».
وزاد الوزير : «أستطيع أن أقول بكل ثقة إن موسكو وبكين تلعبان الدور الأهم، و الأكثر توازناً في الشؤون العالمية، وأنا واثق من أن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي إلى جمهورية الصين الشعبية سوف تعزز مسارات العمل المشترك بيننا».
بدوره، قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين إن زعيمَي الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية سوف يناقشان التعاون في مختلف المجالات، فضلاً عن القضايا الدولية والإقليمية، من دون أن يفصح عن تفاصيل إضافية حول أجندة الزيارة والوثائق التي ينتظر أن توقع خلال الزيارة.
على صعيد آخر، تكشفت الثلاثاء حلقة جديدة من حلقات الفساد في وزارة الدفاع الروسية، بعد مرور يوم واحد على تعيين أندريه بيلوسوف وزيراً جديداً خلفاً للوزير السابق سيرغي شويغو الذي تم تعيينه سكرتيراً لمجلس الأمن القومي الروسي بصلاحيات واسعة.
وأفادت الممثلة الرسمية لـ«لجنة التحقيق المركزية» سفيتلانا بيترينكو بأنه تم إصدار أمر باحتجاز رئيس إدارة شؤون الموظفين في الوزارة الدفاع يوري كوزنتسوف بعد توجيه اتهامات له بالفساد.
وكان كوزنتسوف اعتُقل في منزله مساء الاثنين، بعد عملية دهم وتفتيش أسفرت عن العثور على مبالغ مالية ضخمة تزيد قيمتها عبى 100 مليون روبل (مليون دولار) نقداً بعملات مختلفة، فضلاً عن كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات باهظة الثمن وفقاً لجهات التحقيق. وبعد عرض كوزنتسوف على جهات التحقيق قرر القضاة احتجازه وقائياً ومواصلة عمليات التحقيق.
ويشتبه في أن الجنرال تلقى رشى على نطاق واسع، بين عامي 2021 و2023، وخصوصاً من رجال أعمال لتسهيل نشاطات تجارية تحت غطاء وزارة الدفاع.
وتعد هذه ثاني أكبر فضيحة فساد في وزارة الدفاع الروسية يتم الكشف عنها خلال أسابيع قليلة.
وكان نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف اعتُقل بعد توجيه اتهامات بالفساد ضده. وقال محاميه مراد موساييف لوكالة أنباء «نوفوستي» إن جهات التحقيق تشتبه في أنه تلقى عبر طرق مشبوهة أكثر من مليار روبل، مقابل تسهيل نشاطات تجارية غير قانونية أو عبر استغلال منصبه وتسهيل عمليات اختلاس.
وزاد المحامي أن أحد البنود الواردة في مذكرة الاتهام «أن مقاولين قاموا ببناء مرافق للاستخدام الشخصي للمسؤول العسكري من دون أن يحصلوا على مقابل مالي».
ورفضت محكمة مدينة موسكو قبل أيام طلب محامي المتهم بالإخلاء المشروط عنه لحين صدور الحكم ضده، ورأت أن المسؤول العسكري البارز قد ينجح في استغلال وسائل الاتصال للفرار من البلاد إلى أحد بلدان القارة الأوروبية.
اللافت أن إيفانوف الذي تم تعيينه نائباً لوزير الدفاع عام 2016 كان المسؤول عن مجمع البناء العسكري، وخلال سنوات عمله تولى أكثر من مرة الإشراف على بناء منشآت حساسة للغاية، كما كان بمقدوره الاطلاع على أسرار وصفت بأنها قد تكون خطيرة للغاية.
ومع إعلان المحكمة مصادرة عشرات العقارات المملوكة للمسؤول العسكري وأفراد عائلته، فقد تم الكشف عن اعتقال عدد من المقربين إليه وبينهم مسؤولون في إدارات مختلفة ورجال أعمال.
ويواجه المتهمون في القضية عقوبة قد تصل إلى السجن لمدة 15 سنة، وهي العقوبة نفسها المحتملة لكوزنتسوف في حال إدانته.
اللافت أن الاعتقال الجديد أجّج النقاشات حول ملف الفساد في الوزارة، بعد مرور يوم واحد على تكليف الوزير الجديد أندريه بيلوسوف. ولم تستبعد أوساط روسية أن يكون بين المهام الرئيسية الموضوعة على أجندة الوزير الجديد إجراء عمليات مراجعة شاملة لآليات عمل الوزارة، وتنظيم استغلال الموارد المالية وتخليصها من تهمة الفساد التي أحيطت بها منذ سنوات، وأسفرت بين تداعيات أخرى عن تأجيج تمرد مجموعة «فاغنر» منتصف العام الماضي. ويحظى وزير الدفاع الجديد الذي أقرّ مجلس الشيوخ (الفيدرالية) ترشيحه للمنصب الثلاثاء، بثقة الرئيس الروسي، وينظر إليه بصفته تكنوقراطياً وخبيراً بارعاً بإدارة الموارد المالية وترشيد النفقات وإطلاق عمليات تطوير واسعة النطاق.