أخبار
لأول مرة في العالم… مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد للقمر
عاد المسبار الصيني «تشانغ آه – 6» إلى الأرض (الثلاثاء)، حاملاً عينات من الصخور والتربة من الجانب البعيد من القمر الذي لم يتم استكشافه إلا قليلاً، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
وهبط المسبار «تشانغ آه – 6» في شمال الصين بعد ظهر اليوم (الثلاثاء)، حسب التوقيت المحلي. ويتوقع العلماء الصينيون أن تشمل العينات التي تم إرجاعها، صخوراً بركانية عمرها 2.5 مليون عام، ومواد أخرى يأمل العلماء في أن تجيب عن أسئلة حول الاختلافات الجغرافية على جانبي القمر، حسبما أوردت وكالة «أسوشييتد برس». وكان المسبار الصيني «تشانغ آه – 6» قد انطلق من الجانب البعيد للقمر في مطلع الشهر الحالي، ليبدأ رحلة العودة إلى الأرض. ومغادرة المسبار الناجحة للقمر تعني أن الصين أقرب إلى أن تصبح أول دولة تعيد عينات من الجانب الذي لا يمكن رؤيته من الأرض، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
وأكمل المسبار الذي غادر القمر الساعة 23:38 بتوقيت غرينيتش، بنجاح جمع العينات يومي 2 و3 يونيو (حزيران)، وفقاً لما أعلنته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) حينها. وقالت صحيفة «بكين ديلي» إن «تشانغ آه – 6» رفع علم الصين لأول مرة على الجانب البعيد من القمر بعد جمع العينات.
ويتابع العلماء في جميع أنحاء العالم عودة العينات القمرية إلى الأرض، ويأملون في أن تساعد التربة التي جمعها المسبار في الإجابة عن أسئلة، مثل نشأة النظام الشمسي.
ونجحت مهمة الفضاء الصينية السابقة «تشانغ آه – 5» في جمع عينات من القمر من الجانب المواجه للأرض في ديسمبر (كانون الأول) 2020، وهو إنجاز أعاد تحفيز الجهود العالمية لإحضار عينات بعد فترة توقف طويلة دامت 44 عاماً.
تنافس صيني – أميركي
طوّرت الصين برامجها الفضائية بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية، وضخت مليارات الدولارات في هذا القطاع من أجل تقليص تأخرها عن الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، أبرز القوى العالمية في هذا المجال. ووضعت الدولة الآسيوية العملاقة عام 2019 مسباراً على الجانب البعيد من القمر، في سابقة عالمية من نوعها.
وفي عام 2020، أعادت الصين عبر مسبارها هذا عينات قمريّة من الجانب المرئي، كما وضعت اللمسات الأخيرة على نظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية «بيدو» (Beidou). وفي سنة 2021، أرسلت الصين روبوتاً صغيراً نجح في الهبوط على سطح المريخ.
وتأمل الصين في أن تطلق أول مهمة مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030. كما تخطط لبناء قاعدة لها على القمر. وتخوض الولايات المتحدة منافسة مع الصين بشأن البرنامج القمري. وتخطط واشنطن لإرسال رواد فضاء إلى القمر مجدداً بحلول عام 2026 في إطار مهمة «أرتيميس 3».