أظهر تقرير اقتصادي مستقل، نشر امس، تراجع وتيرة نمو النشاط الاقتصادي لقطاع الخدمات في الصين خلال الشهر الماضي.
وأظهر أحدث مسح لمؤسسة «كايشين» تراجع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات في الصين إلى 52.7 نقطة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، مقابل 52.9 نقطة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.
وسجلت شركات الخدمات الصينية ارتفاعاً في الأعمال الجديدة بشكل عام في بداية العام الجديد، لتمتد فترة الزيادة المطردة في هذه الطلبيات إلى أكثر من عام.
وحسب أرقام لجنة مسح مديري المشتريات، فإن تحسن أحوال الطلب وكسب عملاء جدد دعما الاتجاه الصعودي الحالي للمبيعات. في الوقت نفسه تراجع معدل النمو مقارنة بشهر ديسمبر الماضي الذي سجل أعلى مستوى للنمو منذ 7 شهور. في الوقت نفسه زادت الصادرات بوتيرة معتدلة، إذ تراجع معدل نموها بنسبة طفيفة للغاية عن الشهر السابق.
واستمر نمو التوظيف في قطاع الخدمات الصيني خلال يناير الماضي للشهر الثاني على التوالي، حيث تربط الشركات غالباً الزيادة في التوظيف بجهود تحسين الطاقة التشغيلية في ظل ارتفاع المبيعات.
في سياق منفصل، أعلنت شركة الإنترنت الصينية العملاقة «تينسنت» طرد أكثر من 120 شخصاً العام الماضي لانتهاكهم قواعدها لمكافحة الاحتيال، واتهامهم بالفساد والسرقة.
وتُعد شركة ألعاب الفيديو العالمية العملاقة «تينسنت» من الشركات الرئيسية في مجال التكنولوجيا في الصين بفضل تطبيقها «ويتشات» (WeChat) (مراسلة، ودفع عبر الإنترنت، وشبكة اجتماعية)، الموجود على كل الهواتف في البلاد تقريباً.
وعدَّ مؤسس شركة «تينسنت» بوني ما في عام 2022 أن مستوى الفساد في شركته «صادم»، وتوعد باتخاذ إجراءات، وفقاً لتعليقات نقلتها عنه وسائل إعلام رسمية آنذاك. وأكدت «تينسنت» أنه خلال عام 2023، سُجل أكثر من 70 انتهاكاً لقواعد السلوك. وقالت المجموعة في بيان نشرته الجمعة إنه «تم فصل أكثر من 120 شخصاً» من الشركة والإبلاغ عن نحو 20 شخصاً للسلطات.
كان بعض الموظفين الذين اتهموا بالفساد وطُردوا يعملون في فرع «بي سي جي» (PCG) في المجموعة المسؤول عن نشر المحتوى (أخبار، رياضة، أفلام…). وعمل آخرون في فرع الخدمات الطبية في المجموعة. وتعد «تينسنت» رائدة في الصين في مجال تطبيقات التطبيب من بعد.
وحُكم على موظف اتهمته شركة «تينسنت» بـ«سرقة ممتلكات» لها، بالسجن لمدة 4 سنوات وبدفع غرامة قدرها 100 ألف يوان (12900 يورو)، وفقاً للبيان. وتضم المجموعة حالياً أكثر من 100 ألف موظف.
يأتي هذا الإعلان بعدما مر عمالقة القطاع الرقمي في الصين بسنوات صعبة. وبعد تحقيق نمو، شهد القطاع منذ عام 2020 سيطرة مفاجئة من السلطات بهدف تنظيمه.
وتسبب هذا التحول بخسائر في القيمة السوقية بلغت مليارات الدولارات، وقوض نتائج شركات الإنترنت القوية، وأثّر على شركة «تينسنت» أيضاً.
وأدت قيود فُرضت في الصين على وقت اللعب عبر الإنترنت لمن هم ما دون 18 عاماً إلى تراجع أرباح المجموعة.
وتبحث شركة «تينسنت» حالياً عن مزيد من الفرص في الخارج، خصوصاً في أوروبا، حيث تعمل على تعزيز نفسها من خلال الاستحواذ على حصص في استوديوهات لألعاب الفيديو.