أخبار
شي وبوتين يتهمان واشنطن بمحاولة «احتواء» بلديهما
ندد الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بتدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول الأخرى، حسبما أفاد الكرملين، واتهما واشنطن بالسعي «لاحتواء» موسكو وبكين. وتربط الرئيسين علاقات وثيقة منذ سنوات، لكن تحالفهما على الساحة الدولية اكتسب أهمية خاصة بعدما شنّت روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، إذ تدعم بكين حليفتها موسكو اقتصادياً ودبلوماسياً. وتنتقد الصين الولايات المتحدة بسبب نفوذها في منطقة آسيا المحيط الهادي ودعمها لاستقلال تايوان، فيما ترى روسيا أن واشنطن تستخدم أوكرانيا لتدميرها.
دعم متبادل
وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوتشاكوف، إن شي وبوتين أعربا خلال اتصال هاتفي عن «رفضهما سياسة التدخل الأميركية في الشؤون الداخلية لدول أخرى»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف: «يدرك قادة البلدَين أن الولايات المتحدة تنفذ سياسة الاحتواء المزدوج لكلّ من روسيا والصين». وأكّد بوتين وشي، خلال المحادثة «الودّية» التي استمرت ساعة، أن «موسكو وبكين تتبادلان الدعم في القضايا الرئيسية التي تؤثر على مصالحهما». في وقت سابق، أفادت محطة «سي سي تي في» التلفزيونية الرسمية بأن الرئيس الصيني شدّد خلال الاتصال على ضرورة أن تعارض بكين وموسكو «بشكل حازم تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية»، دون تسمية واشنطن بشكل صريح. وتندد الصين وروسيا بانتظام بالتدخلات التي تقولان إنهما تتعرضان لها من قبل الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة، وذلك في ما يتعلق بتايوان بالنسبة إلى بكين والغزو الروسي لأوكرانيا بالنسبة إلى موسكو.
تعاون استراتيجي
أفادت «سي سي تي في» بأن شي شدّد «على أن الجانبَين يجب أن يتعاونا بشكل وثيق على المستوى الاستراتيجي، وأن يدافعا عن مصالح السيادة والأمن والتنمية في بلدَيهما، وأن يعارضا بشكل حازم تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية»، معربا عن رغبته في «عالم متعدد الأقطاب متساو ومنتظم». وكان الهدف الرسمي من الاتصال بين الرئيسين تبادل التهاني بمناسبة عام التنين الصيني، الذي يبدأ السبت. وعزز الحليفان علاقتهما بعدما نُبذت روسيا على الساحة الدولية بسبب غزوها أوكرانيا المجاورة. وتعتمد روسيا على علاقاتها الجيدة مع بكين من أجل مواجهة تداعيات العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا. وحافظت الدولتان على وتيرة ثابتة من الزيارات لكبار المسؤولين، وبلغت التجارة بينهما مستوى قياسيا في عام 2023. وأظهرت بكين بعض التعاطف مع روسيا إزاء الغزو لأوكرانيا، بحيث قدّمت موسكو هجومها على أنه ردّ على حرب بالوكالة تقودها الولايات المتحدة. في هذا الصدد، تدعو الصين إلى احترام سيادة أراضي كل الدول بما في ذلك أوكرانيا، لكنها لم تندد علناً أبداً بقرار بوتين شنّ الغزو.