أخباراقتصاد

تساؤلات حول توجهات الصين المقبلة من الاستثمار الأجنبي

قالت 3 مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء) لي تشيانغ، لا ينوي الاجتماع مع الرؤساء التنفيذيين الأجانب الزائرين في منتدى التنمية الصيني الذي يُعقد في أواخر مارس (آذار) الجاري، مما يثير مخاوف بشأن التزام بكين بجذب الاستثمارات من الخارج في وقت تتوتر فيه المعنويات.

ويعد المنتدى رفيع المستوى الذي تنظمه بكين سنوياً منذ عام 2000 في دار ضيافة دياويوتاي الحكومية، بمثابة فرصة للمديرين التنفيذيين العالميين وصانعي السياسات الصينيين للالتقاء ومناقشة الاستثمار الأجنبي. ومن بين الحاضرين المنتظمين تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، وراي داليو، مؤسس شركة «بريدجووتر أسوشيتس».

وكان أحد العناصر الرئيسية للمنتدى كل عام هو الاجتماع بين رئيس مجلس الدولة الصيني والمديرين التنفيذيين الزائرين لتبادل الأسئلة ووجهات النظر. وقالت المصادر الثلاثة إنه بينما لا يزال لي يعتزم حضور المنتدى الذي سيعقد في الفترة من 24 إلى 25 مارس هذا العام، فإنه لن يعقد هذا الاجتماع.

وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها لأنه غير مسموح لها بالحديث إلى الصحافة، وأضافت أيضاً أن خطط المنتدى لا تزال قيد الإعداد وقد تكون في حالة تغير مستمر. ولم يستجب منظمو منتدى تنمية الصين والمكتب الإعلامي لمجلس الدولة، الذي يتعامل مع الاستفسارات الإعلامية لمجلس الوزراء الصيني، على الفور لطلبات «رويترز» للتعليق.

وقال يو سو، كبير الاقتصاديين للصين في «إيكونوميست إنتليجنس»: «من وجهة نظر الرؤساء التنفيذيين العالميين، قد يكون هذا التطور مخيباً للآمال إلى حد ما. خلال فترة من عدم اليقين الكبير، يفضل قادة الشركات بالتأكيد وجود قناة اتصال مباشرة مع كبار القادة في الصين للتعبير عن مخاوفهم وتلقي رسائل واضحة».

وقال توشيهيرو أويدا، نائب رئيس غرفة التجارة اليابانية في الصين، لـ«رويترز» إن هذه الخطوة «من الواضح أنها ليست علامة إيجابية» لكنّ جمعية الأعمال «سوف تنتظر وترى». وأضاف: «سنطلب باستمرار عقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الحكومة الصينية لبناء ظروف عمل أفضل».

وفي حال قرار عدم عقد اجتماع لي بمنتدى تنمية الصين، فإن ذلك سيأتي بعد فترة وجيزة من إعلان الصين أنها ألغت المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء بعد انتهاء دورة البرلمان السنوية الأسبوع الماضي، وهو أحد الأحداث الأكثر متابعة على نطاق واسع في تقويمها الاقتصادي والسياسي، في خطوة عدّها بعض المراقبين علامة على التركيز المتنامي للبلاد على الداخل والسيطرة المركزية.

وعقد لي اجتماعه العام الأول والرئيسي مع المديرين التنفيذيين الأجانب في منتدى تنمية الصين في أوائل العام الماضي، بعد أقل من شهر من توليه منصب رئيس الوزراء عندما أخبرهم أن البلاد ستفتح بشكل أكبر، وفقاً لبيان نشرته وزارة الخارجية الصينية.

وقد كرر هذه الرسالة في عدد من التجمعات مع قادة الأعمال الأجانب العام الماضي وأوائل هذا العام، وكان آخرها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث تناول غداء خاصاً مع شخصيات على غرار الرئيس التنفيذي لـ«جيه بي مورغان» و«بنك أوف أميركا».

ووصف ماكس زينجلين، كبير الاقتصاديين في مركز أبحاث «ميريكس» ومقره برلين، هذه الخطوة، إذا تم تأكيدها، بأنها «فرصة ضائعة لتعزيز ثقة المستثمرين الأجانب». وأضاف: «من المؤكد أن الشركات لن تبني قراراتها الاستثمارية على الاجتماع مع لي تشيانغ، لكن مثل هذا القرار سيشير إلى عدم وجود اهتمام بالمحادثات».

وتحاول الشركات الأجنبية التوفيق بين المبادرات العامة للقادة الصينيين تجاه الاستثمار في الخارج مع طرح قانون أوسع لمكافحة التجسس ومداهمات الشركات الاستشارية وشركات العناية الواجبة وحظر الخروج. كما أثر التعافي الاقتصادي الأضعف من المتوقع بعد كوفيد – 19 على المعنويات.

وقالت وزارة التجارة الصينية الشهر الماضي إن تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى الصين انكمشت بنسبة 11.7 في المائة في يناير (كانون الثاني) مقارنةً بالعام السابق، إلى 112.71 مليار يوان (15.70 مليار دولار).

إغلاق