ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين، لتضيف إلى مكاسب سجلتها في الآونة الأخيرة وسط توقعات بتقلص الإمدادات، والهجمات على المصافي الروسية، ومع دعم بيانات التصنيع الصينية المتفائلة توقعات تحسن الطلب.
وبحلول الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام برنت 24 سنتاً بما يعادل 0.3 في المائة إلى 87.24 دولار للبرميل بعد صعوده 2.4 في المائة الأسبوع الماضي. وسجل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 83.45 دولار للبرميل، مرتفعاً 28 سنتاً أو 0.3 في المائة، بعد مكاسب 3.2 في المائة الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن تكون أحجام التجارة ضعيفة يوم الاثنين حيث إن العديد من البلدان مغلقة بسبب عطلة عيد الفصح.
وأغلق الخامان القياسيان مرتفعين للشهر الثالث على التوالي في مارس (آذار)، مع بقاء برنت فوق 85 دولاراً للبرميل منذ منتصف الشهر الماضي، إذ تعهدت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، في إطار المجموعة المعروفة باسم «أوبك بلس»، بتمديد فترة الإنتاج حتى نهاية يونيو (حزيران)، مما قد يؤدي إلى تقليص إمدادات النفط الخام خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، يوم الجمعة، إن شركات النفط الروسية ستركز على خفض الإنتاج بدلاً من الصادرات في الربع الثاني من أجل توزيع تخفيضات الإنتاج بالتساوي مع الدول الأعضاء الأخرى في «أوبك بلس».
وأدت هجمات الطائرات من دون طيار من أوكرانيا إلى تدمير العديد من مصافي التكرير الروسية، وهو ما من المتوقع أن يقلل من صادرات الوقود الروسية.
وقال محللو «إنرجي أسبكتس» في مذكرة «المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بإمدادات الخام واللقيم الثقيل تضيف إلى أساسيات الطلب القوية في الربع الثاني من عام 2024».
وأضافت الشركة الاستشارية أن ما يقرب من مليون برميل يومياً من طاقة معالجة الخام الروسية معطلة بسبب الهجمات، مما أثر على صادراتها من زيت الوقود عالي الكبريت والتي تتم معالجتها في المصافي الصينية والهندية.
وفي أوروبا، كان الطلب على النفط أقوى من المتوقع، إذ ارتفع 100 ألف برميل يومياً على أساس سنوي في فبراير (شباط)، حسبما قال محللو «غولدمان ساكس»، مقابل توقعاتهم بانكماش 200 ألف برميل يومياً في 2024.
وقالوا في مذكرة إن الطلب القوي في أوروبا وضعف نمو الإمدادات الأميركية إلى جانب التمديد المحتمل لتخفيضات «أوبك بلس» حتى عام 2024 يفوق المخاطر النزولية الناجمة عن الضعف المستمر في الطلب الصيني.
وتعقد اللجنة الوزارية المشتركة في «أوبك بلس» اجتماعاً يوم الأربعاء، لكن لا توصيات تتعلق بالسياسة النفطية متوقعة خلال هذا الاجتماع، وفق «رويترز».
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة يوم الجمعة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام، أكبر منتج في العالم، انخفض بنسبة 6 في المائة في يناير (كانون الثاني) مقارنة بالمستوى القياسي المرتفع المسجل في ديسمبر (كانون الأول)، بعد الطقس المتجمد.
وقال المحللون: «نرى المخاطر التي تهدد توقعاتنا بأن يبلغ متوسط سعر برنت 83 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من 2024 حيث يميل بشكل معتدل نحو الاتجاه الصعودي».
ومما يدعم الأسعار أيضاً أن نشاط الصناعات التحويلية في الصين نما للمرة الأولى في ستة أشهر في مارس، حسبما أظهر مسح رسمي للمصانع يوم الأحد، مما يدعم الطلب على النفط في أكبر مستورد للخام في العالم، حتى مع استمرار أزمة القطاع العقاري في إعاقة النمو الاقتصادي.
ويبحث المستثمرون أيضاً عن البيانات الاقتصادية الأميركية للحصول على علامات تشير إلى الموعد الذي سيخفض فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام، مما سيدعم الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.